تأسس معهد البخاري للشريعة الإسلامية عام 1995 وكان العام الدراسي الأول بموجب الحجة الشرعية الوقفية الصادرة من المحكمة الشرعية السنية في عكار وقد مضى على عمر التعلبم بالمعهد عشرون عاما . حقق المعهد خلالها الإنجازات التالية: إتمام المراحل التعليمية المتوسطة والثانوية حيث تدرج المعهد في إكمال فصوله الدراسية. إنشاء شعبة خاصة لتحفيظ القرآن الكريم بإدارة الشيخ يحي بن خالد عثمان. إنشاء المكتبة العامة والتي تضم أهم المراجع العلمية. إقامة مسجد الإمام البخاري والذي يعتبر ملاصقا لمبنى التعليم. إنشاء السكن الداخلي المؤلف من ثلاثة طوابق والذي يستوعب ستين طالبا.
تخرج من المعهد عدد كبير من الطلبة تابعوادراستهم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.والجامعات الإسلامية في لبنان. وقد حصل عدد من المتخرجين على درجة الدكتوراه والماجستير .ومنهم أساتذة في جامعات. وأئمة ومدرسين ودعاة.
يقوم على معهد الإمام البخاري عدد من المشايخ والأساتذة .وقد تألفت الهيكلية التنظيمية للمعهد من الهيئات التالية: مجلس الأمناء العام . مجلس الإدارة. هيئة الإشراف العلمي. كما تم تأسيس المجلس الفخري للمعهد منذ سنتين برئاسة سماحة القاضي الشيخ سمير كمال الدين رئيس المحكمة الشرعية السنية في طرابلس . ونائبه فضبلة الشيخ يحي الرفاعي رئيس بلدية القرقف في عكار. كما تم تسمية سماحة الشيخ المفتي زيد بكار زكريا بصفة مشرف عام على المعهد. حصل المعهد على مرسوم جمهوري من رئاسة مجلس الوزراء بتوقيع كافة الوزراء على المرسوم برقم 1275.
إدارة المعهد: تتألف إدارة المعهد مما يلي: المدير العام وهو الذي يتولى رئاسة مجلس الإدارة.ويساعده: الشيخ الدكتور محمود صفا الصياد العكلا مدير التعليم. والذي يشرف ويدير العملية التعليمية ويساعده مشرف بمسمى ناظر . وفضيلة الشيخ سامي بن سعيد بكور رئيس هيئة الإشراف العلمي والذي يتولى الإشراف على المناهج التعليمية ومتابعة تدريسها .كما تعتبر الهيئة المسؤولة عن تعيين المدرسين والنظر في القضايا التعليمية المستجدة سواء فيما يخص المناهج أو المدرسين أو الطلاب.
كما تم إنشاء لجنة خاصة للاختبارات لتحديدها وإجرائها وإصدار النتائج.
تم بفضل الله إنشاء مركز بحث علمي عام خمس وتسعين وتسعمائة وألف.وقدصدر عن المركز مجلة علمية بإسم مجلة البحث العلمي الإسلامي والتي صارت محكمة منذ أربع سنين بإشراف وعضوية هيئة استشارية من عدد من عمداء وأساتذة الجامعات في العالم الإسلامي.وقد صارت تصدر بالإشتراك مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أريس الدولبة. وفيما يخص السكن الداخلي: فقد تم اعتماد مشرفين للسكن . للقسم المتوسط مشرف نهاري وآخر ليلي. وللقسم الثانوي مشرف نهاري وآخر ليلي. ومن الأقسام الجديدة في المعهد إقامة قسم خاص يستهدف شريحة العمال والموظفين بنظام يجمع بين الإنتساب والانتظام بحيث يلزم الطالب بالحضور بنسبة أربعين بالمائة من مجموع الدوام والتي هي مدة إجازته الأسبوعية . ويعتبر باقي الأيام كأنه منتسب. وقد أقبل على هذا القسم عددكبير من الطلبة الذين حالت ظروف طلب الرزق بينهم وبين إكمال دراستهم. وقد بلغت أعمار المشتركين في هذا القسم من سن العشرين إلى سن الستين عاما. كا تم تشكيل لجنة مالية لإدارة المصاريف التشغيلية بالمعهد مؤلفة من محاسب وأمين الصندوق ومسؤول المشتريات. وقد خرجت إدارة المعهد بعد هذه التجربة بالتأكيد على النتائج التالية:
أولا: لابد من الفصل بين الإدارات من حيث الأداء لضمان النجاح بالتخصص. وإمكانية استيعاب والمشاركة بالأنشطة التعليمية والبحث العلمي والعلاقات الخارجية. ثانيا: من الضروري بمكان تشكيل هيئة إشراف علمي تتابع العملية التعليمية وتتأكد من سلامة المسيرة العلمية ومتابعة الجهود والنظر في المخرجات العلمية بناء على الخطة التعليمية ومدى التوصل إلى النتائج التعليمية المرجوة من وراء إعداد وتسمية المناهج . ثالثا: إن تأسيس مركز للبحث العلمي وإصدار أبحاث علمية وفتح المجال للأساتذة للمشاركة بالبحث وإثراء المكتبة العلمية تساهم في استكمال الدورة العلمية في المعهد وتحقق الثقة به وبأساتذته في الوسط العلمي. رابعا: إن التطوير الدائم وتحديث الأنشطة واستحداث أقسام تدعو إليها الحاجة وتقتضيها العملية التعليمية وتحتاجها الساحة العلمية أمر في غاية الأهمية ويجدد الدماء في المعاهد ويحول دون ممارسة مايسمى - بالروتين - الجمود القاتل. خامسا: إن إقامة الندوات والمؤتمرات التي تطرح القضايا المهمة والحساسة كقضايا الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والغلو والتطرف وقضايا الإرهاب وغيرها من الموضوعات من وجهة نظر الشريعة ومن منابر التعليم الديني . أنشطة تحمي التعليم الديني ومؤسساته وتحصن الطلاب من الاختراق الممنهج الذي تسعى له جهات للقضاء على الشباب المسلم وطلاب العلم وفق خطط مدروسة. ولا نبالغ إذا أخبرناكم بأن المعهد حصل على المرسوم الجمهوري في ظروف أمنية صعبة أعقبت حوادث الاشتباك بين الجيش وبعض الشباب المتسرع. بسبب إقامة ندوة علمية في مسرح بلدية حلبا وبرعاية سماحة مفتي عكار ورئيس المحاكم الشيخ سمير كمال الدين والتي كانت بعنوان: دور التعليم الديني في حماية الشباب من الفتن. وقد طبعت الندوة بكامل فعالياتها ووزعت على كافة الوزراء والنواب والسفراء والأمنيين في لبنان .وفد لاقت ترحيبا وارتياحا إلى دور التعليم الديني . وقد أثمرت الندوة في الاستعجال في الحصول على المرسوم الجمهوري بفضل الله وتوفيقه. سادسا: إن اختيار الأساتذة من أصحاب التوجه العلمي الرصين . يساهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية. سابعا: إن اختيار المشرفين التربويين من الأساتذة الذين سبق لهم تلقي التربية والتعليم وعندهم سابق تجربة في التعاطي مع الطلاب في القسم الداخلي يساهم في إنجاح الخطة التربوية. كما أن وضع الخطط التربوية للقسم الداخلي التي تملأ وقتهم وتحفظهم من الفراغ عامل مهم من عوامل تحقيق الأهداف التربوية. ومن الخطط التربوية في القسم الداخلي للمعهد : إيقاظ الطلاب قبل الفجر بساعة. وتقديم وجبة متميزة لإفطار يوم الإثنين لتحفيز الطلاب على الصيام. وتكليف الطلاب بإلقاء الكلمات عقب الصلوات في المسجد. والعيش مع الطلاب في أكثر أوقاتهم مما يكسب التربية وسائل عملية للنجاح. ثامنا: إن التفرغ للتعليم والتربية عامل مهم من عوامل النجاح في المخرجات التعليمية.
تاسعا: إن إدخال مادة منهجية في العملية التعليمية تساهم إسهاما كبيرا في إيجاد جيل فاهم للواقع محصن من التكفير المدمر للأمة الإسلامية كما هو معروف. عاشرا: إن دعاء الله تبارك وتعالى أن يبارك بالجهود قضية لا تقل أهمية عن اتخاذ الأسباب .وفي ذلك يقول العلامة الشربيني رحمه الله في باب الحضانة وهو يرسم معالم التربية فيقول:
الأدب على الآباء والصلاح على الله.
نسأل الله أن يبارك هذا المؤتمر وأن يحقق أهدافه المرجوة . ولايسعني إلا أن أتقدم باسمي واسم مدير عام المعهد وكافة الهيئة الإدارية والتعليمية بخالص الشكر والتقدير لرئاسة المؤتمر والمدير التنفيذي للهيئة المنظمة وكافة أعضاء الهيئة على جهودهم المباركة في إنجاح هذا المؤتمر. وختاما نؤكد على ضرورة الهيئة العالمية للمعاهد التعليمية في العالم الإسلامي سائلين الله أن ترى النور وتحقق الأهداف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
